تنوعت الأحداث التي شهدتها المملكة المغربية خلال سنة 2023 بين ما هو سعيد وما هو حزين. فهزت فاجعة الحوز قلوب المغاربة فرَقاً وألماً، بينما شعروا بالانتشاء والفرح والملك محمد السادس يعلن اختيار المغرب لاحتضان كأس العالم 2030 رفقة إسبانيا والبرتغال.
توقفت الدراسة شهوراً بسبب إضراب الأساتذة رفضا للنظام الأساسي، فتأثرت الأسر وأبناؤها من هذا الزمن المهدور، لكن الأسر كانت أيضا مع خبر سعيد آخر أعلنه الملك محمد السادس إثر تعميم الدعم الاجتماعي.
وتنوعت الأحداث التي عاشها المغرب هذه السنة، أيضا، بين السياسي والرياضي والاجتماعي والاقتصادي.
تنظيم كأس العالم
رياضيا، بدأت الحكاية في شهر مارس حين أعلن الملك محمد السادس، بكيغالي، عن ترشح المغرب بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال لتنظيم كأس العالم 2030.
جاء ذلك في رسالة بمناسبة تسليم جائزة التميز لسنة 2022 من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، والتي منحت للملك بالعاصمة الرواندية، حيث جاء في رسالة ملكية تلاها وزير التربية الوطنية شكيب بنموسى "أعلن أمام جمعكم هذا، أن المملكة المغربية قد قررت، بمعية إسبانيا والبرتغال، تقديم ترشيح مشترك لتنظيم كأس العالم لسنة 2030".
بعد ذلك بـ7 أشهر، وفي الرابع من أكتوبر بالضبط، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، إقامة كأس العالم 2030 في المغرب وإسبانيا والبرتغال، على أن تقام أول ثلاث مباريات في أوروغواي والأرجنتين وباراغواي، للاحتفال بمئوية المسابقة.
زلزل الحوز
لم يكن أحد يتصور أن المنشورات التي تم تداولها على نطاق واسع في حدود الساعة الحادثة عشرة ليلا في الثامن من شتنبر على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تشير إلى وقوع هزة بسيطة في بعض المدن، ستتحول إلى فاجعة لم تصل أنباؤها إلا متأخرة.
وساعة تلو ساعة، اتضح أن الأمر يتعلق بزلزال مدمر وفاجعة حقيقية، وأن ما نشره سكان باقي المدن التي تأثرت بالزلزال لم يكن سوى ارتدادات آنية، وأن البؤرة كانت في منطقة الحوز بقوة 7,2 درجة بمقياس ريشتر.
وقد أسفر زلزال الحوز عن وفاة 2960 شخصا وتدمير المباني السكنية والطرق، وآلاف الجرحى والمصابين أيضا.
كما أعلن العاهل المغربي عن إحداث صندوق خاص لدعم ضحايا الزلزال، تشكلت موارده من تبرعات المواطنين والشركات ومساهمة الدولة، والمساعدات الأجنبية، وتقرر منح مساعدات مباشرة للأسر التي تهدمت بيوتها، وإعادة بناء المساكن التي انهارت في المناطق القروية.
الدعم الاجتماعي ومدونة الأسرة
اجتماعيا، كشفت الحكومة المغربية، في شهر أكتوبر، عن تفاصيل الدعم الاجتماعي لفائدة الأسرة المعوزة والتي تعاني الهشاشة الاجتماعية والاقتصادية، والذي سيطال أكثر من 4 ملايين أسرة بقيمة تناهز 25 مليار درهم، على أن ينطلق بداية السنة المقبلة.
كما أطلقت الحكومة برنامج الدعم المالي المباشر لفائدة الأسر لاقتناء السكن، حيث تم تحديد مبلغ الدعم المباشر في 100 ألف درهم من أجل اقتناء مسكن يقل ثمن بيعه أو يعادل 300.000 درهم، وفي 70 ألف درهم لاقتناء مسكن يتراوح ثمنه ما بين 300.000 درهم و700.000 درهم.
وفي 26 شتنبر، وجه الملك محمد السادس رسالة إلى رئيس الحكومة، دعاه فيها إلى النهوض بقضايا المرأة والأسرة بشكل عام، حيث تم إسناد الإشراف العملي على إعداد هذا الإصلاح بشكل جماعي ومشترك، لكل من وزارة العدل والمجلس الأعلى للسلطة القضائية ورئاسة النيابة العامة، مع إشراك باقي الهيئات الأخرى المعنية.
اجتماعات البنك الدولي بمراكش
اقتصاديا، شكل انعقاد اجتماعات البنك الدولي بمراكش، بعد فترة قصيرة من زلزال الحوز، حدثا بارزا، والذي ضم أكثر من 14 ألف مشارك رفيع المستوى، بمن فيهم وزراء مالية وولاة البنوك المركزية من 189 دولة.
وناقشت الاجتماعات السنوية لسنة 2023 مواضيع رئيسية من قبيل الشمول المالي والرقمنة، والتنمية المستدامة، وإصلاحات المؤسسات المالية الدولية، وريادة الأعمال والابتكار، وشبكات الأمان الاجتماعي، والتسامح والتعايش.
إضراب الأساتذة
عاش المغرب منذ 5 أكتوبر على وقع احتجاجات وإضرابات متواصلة لرجال ونساء التعليم، وذلك رفضا للنظام الأساسي لموظفي قطاع التعليم، الذي صادقت عليه الحكومة بمرسوم.
هذا الوضع أدى إلى شلل شبه تام في المدارس العمومية، وإهدار كبير لوقت الزمن الدراسي، حيث تصر النقابات الممثلة للأساتذة على سحب هذا النظام، بينما اقترحت الحكومة تجميد النظام ثم زيادات في الأجور في وقت لاحق، وهي المشكلة التي لا زالت لم تحل لحد الآن.